Share This Article
سوريا
“فقدنا كلّ شيء، حتى حياتنا. فالحياة في المخيم قاسية للغاية، ومع صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة، يصاب أطفالنا بأمراض الكوليرا والجرب. لقد أصيب أطفالي جميعهم بداء الليشمانيا، مما ترك ندبات على وجوههم ستستغرق سنوات لتندمل“. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
هذا ما قالته اللاجئة السورية أم حسن وهي أم لخمسة أطفال تقطن في مخيم “الإيمان” الذي يستضيف 2,130 شخصًا، في مدينة جنديرس السورية الواقعة في شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود التركية. بعد أن تعرضت مدينتها الى الخراب و لم يتبقى منها سوى أنقاض بعد حرب جارية منذ اثني عشر عاما. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
في أعقاب واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميراً في عصرنا أجبر الصراع المستمر في سوريا ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان ، مما أدى إلى انتشار أعداد كبيرة من اللاجئين في البلدان المجاورة وخارجها. في حين أن النزوح نفسه يطرح العديد من التحديات ، فإن الظروف الصحية التي يعاني منها اللاجئون السوريون تزيد من تفاقم أوضاعهم المتردية بالفعل. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
حيث يواجه اللاجئين نقصًا في الوصول الى المياه النظيفة وكذلك عدم وجود عدد كافٍ من المراحيض، بل مرحاض واحد لكل 90 شخصًا، اضافة الى عدم وجود نظام صرف صحي مناسب للتخلص من النفايات مما يفاقم أزمة التحديات الصحية.
القضايا الصحية
القضايا الصحية التي يواجهها اللاجئون السوريون بما في ذلك صدمة الحرب وعدم كفاية الوصول إلى الرعاية الصحية والظروف المعيشية الصعبة في المخيمات أو المستوطنات غير الرسمية. و من أكثر المخاوف الصحية إلحاحًا بالنسبة للاجئين انتشار الأمراض المعدية. فتخلق الظروف المعيشية الضيقة وعدم كفاية الصرف الصحي في مخيمات اللاجئين بيئة مواتية لانتشار الأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي وأمراض الإسهال والأمراض المنقولة. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
علاوة على ذلك ، تشكل أنظمة الرعاية الصحية المعطلة في سوريا ومحدودية الوصول إلى الرعاية الطبية أثناء رحلتهم والصراعات المستمرة في أماكن اللاجئين تعيق تقديم المساعدة الطبية العاجلة لبعض الحالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. و يمكن أن يكون صعوبة الوصول إلى الأدوية والفحوصات المنتظمة عواقب وخيمة على النتائج الصحية للأفراد الذين يعانون بالفعل من أمراض مزمنة.
كما تواجه النساء الحوامل والأطفال وكبار السن مخاطر صحية إضافية. و غالبًا ما تفتقر النساء الحوامل إلى الرعاية المناسبة قبل الولادة ويواجهن المضاعفات أثناء الولادة. كذلك فإن الأطفال عرضة لسوء التغذية وتأخر النمو وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
و كان الزلزال الذي ضرب البلاد الضربة القاضية. حيث ضرب زلزالان تركيا وسوريا أوائل فبراير\ شباط مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص بينهم 7259 في سوريا ، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
في أعقاب الزلزال سرعان ما أصبحت مسألة المساعدات عبر الحدود مسيسة. واستغل الرئيس السوري بشار الأسد تدفق المساعدات إلى المناطق المنكوبة لتجديد مطالبه برفع العقوبات الغربية، زاعمًا أنها تعرقل وصول المساعدات. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
وافقت العديد من الدول التي فرضت عقوبات على النظام السوري بسبب جرائم الحرب المزعومة على إعفاء لمدة ستة أشهر للسماح بتدفق المساعدات إلى سوريا في أعقاب الزلزال.
أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش تدهور الأوضاع في شمال سوريا وضرورة استمرار تدفق المساعدات ودعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الإبقاء على الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات التي تنتهي في أغسطس\ آب وقالت المنظمة الحقوقية إن هذه العقوبات تؤثر سلبًا على السكان السوريين.
على الرغم من موافقة الأسد على فتح معبرين حدوديين إضافيين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر في أعقاب الزلزال فقد مُنعت المساعدات من الوصول إلى مناطق في الشمال الغربي التي تخضع لسيطرة الجماعات المتمردة ، التي يصفها الأسد بالإرهابيين. و كانت آخر قافلة مساعدات للأمم المتحدة وصلت إلى شمال غرب سوريا في كانون الثاني\ يناير، قبل شهر من الزلزال. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
أوضح المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في سوريا، حليم بوبكر، “إنّ البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين الحديثة محدودة للغاية. ويؤدي الافتقار إلى المياه النظيفة واستخدام مصادر المياه الملوثة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتهاب الكبد. كذلك يحدّ نقص المراحيض أو رداءتها من النظافة الشخصية والخصوصية، ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الجرب“.
كما كشف تقييم أجرته منظمة الأمين في 10 مخيمات في عفرين تضم حوالي 13 ألف شخص – عن أكثر من 3,600 حالة جرب، حيث ظهر أكثر من نصفها في أطفال دون سن العاشرة. حللت فرقنا الأسباب الرئيسة لانتشار هذا المرض، ووجدوا أنّه مرتبط بشكل أساسي بمياه الصرف الصحي المفتوحة واستمرار ندرة المياه في المخيمات المتضررة. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
عقد من المعاناة
بالإضافة إلى تأثير الزلزال والحرب على نظام المياه والصرف الصحي، تعاني سوريا بشكل متزايد من ندرة المياه حسب منظمة أطباء بلا حدود حيث تعتمد البلاد على مزيج من نقل المياه بالشاحنات من المنظمات الإنسانية وشبكات المياه، والتي يعيقها عدم استقرار التيار الكهربائي وتكاليف الوقود المرتفعة. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
خلال شهر مايو/أيار من هذا العام أجرت فرق أطباء بلا حدود تقييمًا في 48 مخيمًا للنازحين و قريتين في شمال غرب سوريا، تأوي ما يقرب من 60 ألف نازح. وبحسب التقييم، فإنّ 70 في المئة من المخيمات تعتمد على المياه المنقولة بالشاحنات كمصدر وحيد لمياه الشرب. وبالرغم من وجود المراحيض في جميع المخيمات، فإنّ نصفها يحتاج إلى صيانة، و70 في المئة من المخيمات تفتقر إلى مرافق ا لاستحمام. كذلك تفتقر 85 في المئة من المخيمات إلى شبكات صرف صحي تعمل بكامل طاقتها. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
بالرغم من الحاجة الملحة للمساعدة، لم يؤمن قطاع المياه والصرف الصحي في سوريا سوى حوالي ثمانية في المائة من التمويل اللازم لعام 2023. يتسبب النقص المستمر في التمويل، إلى جانب عدم القدرة على تنفيذ مشاريع مستدامة طويلة الأمد، في زيادة عرقلة الجهود الرامية إلى توفير خدمات المياه والصرف الصحي الكافية لمن هم في أمس الحاجة إليها. التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين
التعامل مع التحديات الصحية للاجئين السوريين