Share This Article
وسط الصراع الديني والسياسي في اليمن الذي أودى بحياة مئات الآلاف من المواطنين، تصارع المرأة اليمنية مع مشكلة المييز بين الجنسين في بلد احتل المرتبة الأخيرة في مؤشر الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لمدة 13 عامًا متتالية. تمكين المرأة في اليمن
ومنذ اندلاع الحرب في البلاد إبان سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السلطة في أيلول /سبتمبر 2014 ، وانخراط الرجال في جبهات القتال، كان للمرأة اليمنية حضور لافت بمختلف مجالات الحياة، استطاعت من خلالها كسر القيود المفروضة، وتمكنت من تغيير النظرة النمطية ووصلت إلى مناصب صنع القرار.
“المرأة في أعلى هرم السلطة القضائية “
في الرابع من أغسطس /آب الماضي أصدر رئيس المجلس الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد العليمي، قرارا جمهوريا بتعيين القاضية صباح العلواني، عضوا في مجلس القضاء الأعلى في خطوة هي المرة الأولى التي يتم فيها تمثيل النساء في أعلى هرم السلطة القضائية في تاريخ البلاد بعد عقود طويلة من هيمنة الرجال على مناصب صنع القرار في اليمن. تمكين المرأة في اليمن
أسعد قرار تعين القاضية العلواني مئات الآلاف من النساء في اليمن وطالبن بالمزيد من العمل لتضييق الفجوة بين الجنسين في بلد تحكمه العادات والتقاليد والتنشئة المجتمعية القائمة على مبدأ سلطة الرجال على النساء.
تقول عضو هيئة التشاور والمصالحة الوطنية، ورئيسة مبادرة مسار السلام رشا جروهم :”احتفلنا كنساء بتعيين القاضية صباح العلواني كعضوة في مجلس القضاء الأعلى وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ الوحدة اليمنية وتعيينها سيعزز من وصول النساء بشكل عام للعدالة. تمكين المرأة في اليمن
وأضافت جرهوم لـصوت الشرق الاوسط :” تعيين العلواني إنجاز للمرأة اليمنية في ظل الحرب لافتة إلى أنه خطوة في الطريق الصحيح بعد تغييبهن عن كافة المناصب القياديه ومناصب صنع القرار رغم كفاءتهن وقدرتهن العاليه على المنافسه على تلك المناصب”.
وأشارت إلى أن “الحراك النسوي الذي قامت به النساء اليمنيات في الداخل و الخارج خلال السنوات الماضية لعب دوراً كبيراً بتمكين النساء في اليمن معتبرةً تعيين أمرأه في اعلى هرم السلطه القضائية في البلاد إحدى ثمار نضال المرأة مشيرة إلى أن الاستمرار في زيادة التمكين مازال مطلب تسعى اليه النساء وتناضل من اجله”. تمكين المرأة في اليمن
وفي حين تدعو جرهوم إلى المزيد من التمكين تُناضل النساء اليمنيات في سبيل المشاركة في الحياة القبلية في مجتمع ذكوري تحكمه العادات والتقاليد والتنشئة المجتمعية القائمة على مبدأ سلطة الرجل على المرأة. تمكين المرأة في اليمن
“الانخراط في الحياة القبلية”
في مطلع فبراير من العام 2020 عينت السلطات المحلية في مدينة إب الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي السيدة أمل الخولاني 40 عاماً عُمْدة (عاقلة حارة) على منطقة الأحوال الثالث في المدينة، كأول سيدة يمنية تعمل في مجال الوساطة القلبية وحل النزاعات الاجتماعية في تاريخ البلاد. تمكين المرأة في اليمن
بعد مرور عامين من تعينها يقول محمد ناجي 50 عاماً وهو أحد سكان المنطقة :”منذ تعيينها ساهمت في حل العديد من القضايا الاجتماعية المعقدة التي استمرت لسنوات مضيفاً لـ صوت الشرق الاوسط، أصبح الحي أكثر في أمان واستقرار على الرغم من أن الحي كان سابقاً من الأحياء السيئة لقد كان تعينها عين الصواب“.
يوافقه في الرأي حمود نعمان 33 عاماً قائلاً لـ صوت الشرق الاوسط :” خلال العامين الماضيين تراجعت النزاعات الاجتماعية وقل إطلاق الرصاص في الحي، مشيراً إلى اهتمامها بقضايا أهالي المنطقة بشكل غير مسبوق.. “تحية لهذه المرأة الحديدية التي أثبتت نجاحها“. تمكين المرأة في اليمن
ويرى المدافع عن حقوق الإنسان عبدالسلام حسن وهو مقيم في مدينة إب بأن :” المرأة تحظى باهتمام أكثر من الرجل، في حال عملت على الأدوار المجتمعية باعتبارها جزء منه، وما يمكن رفض التجاوب معه مع الرجال يمكن الأخذ والرد والقبول به مع المرأة“.
وأضاف حسن لـ صوت الشرق الاوسط :”النساء اليمنيات اثبتت وجودها طوال سنوات بمختلف المجالات طوال سنوات الحرب في البلاد، حيث وجدنا العديد من المشاريع النسائية التي ساهمت في تأمين الغذاء للكثير من الأسر ولعبت بعض النساء دور كبير في الدفاع عن حقوق الإنسان وصناعة الوعي والتعريف بحقوق المرأة” تمكين المرأة في اليمن .
ولفت حسن إلى أن مشاركة المرأة في الحياة القبلية وصنع القرار ليست مقتصرة على محافظة إب فحسب مشيراً إلى وجود العديد من النساء اللواتي بدن بالعمل في مجال الوساطة القبلية في صنعاء وذمار ومدن يمنية أخرى مشيراً إلى خروج النساء اليمنيات إلى أسواق العمل”.
عقب اندلاع الحرب ومشاركة الرجال في جبهات القتال، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، خرجت العديد من من النساء إلى أسواق العمل لتأمين الغذاء و بدأت بالعمل على إنشاء مشاريع استثمارية خاصة حققت نجاحاً كبيراً. تمكين المرأة في اليمن
حنان الشريف 33 عاماً من بين العشرات من النساء اللواتي اصبحن من سيدات الأعمال في البلاد بعد حصولها مؤخراً على سجل تجاري في الدولة والحصول على العضوية في إدارة سيدات الأعمال في اليمن.
في نوفمبر من العام 2018 تمكنت الشريف من افتتاح مشروعها الاستثماري من خلال فتح مكتب للتصوير الفوتوغرافي، والإنتاج الإعلامي، استطاعت من خلاله تقديم الخدمات الإعلامية، وتوفير فرص عمل لعدد كبير الفتيات والشباب، في مدينة تعز جنوب غرب اليمن. تمكين المرأة في اليمن
تقول الشريف لـ صوت الشرق الاوسط :” قبل انشاء المشروع بدأت العمل بإمكانيات متواضعة من منزلي، وليس بحوزتي سوى جهاز لابتوب، وكاميرا فقط ، كنت قد حصلت عليها سابقاً من زوجي وها أنا اليوم من ضمن سيدات الأعمال في اليمن“.
وتشير الشريف إلى أن مشروعها حقق نجاحاً كبيراً خصوصاً في الفترة الأخيرة مشيرة إلى اتساع دائرة العلاقات مع الكثير من المؤسسات التنموية ومراكز التدريب بالإضافة إلى إقبال عدد كبير من الناس على اقتناء خداماتها”. تمكين المرأة في اليمن
تلفت الشريف إلى الشعور باستقلالية كبيرة وغير عادية، وحرية مهنية وفكرية ومالية، موضحة بأن مشروعها الخاص جعلها سيدة قوية ولديها مكانة مختلفة في المجتمع “.
الغاء الوصاية الابوية
في شباط / فبراير ، مطلع العام الجاري قادت عشرات النساء في مدينة تعز جنوب غرب اليمن حملة نسوية للمطالبة بإسقاط الوصاية على جواز سفر المرأة المعمول به في البلاد منذ عقود طويلة، والذي كان يساهم بحرمان اليمنيات من العديد الحقوق مثل الرعاية الصحية والحرمان من مواصلة التعليم خارج البلاد وغيرها من الحقوق المكفولة في دستور وقانون الجمهورية اليمنية. تمكين المرأة في اليمن
بدأت الحملة بتنظيم الوقفات الاحتجاجية، وإقامة الفعاليات والأنشطة واجتماع ناشطين مع الجهات الحكومية في مدنية عدن جنوب اليمن ، وتمكنت الحملة النسوية من تحقيق أهدافها، والغاء القيود المفروضة على وثيقة جواز السفر إذ أصدرت الحكومة المعترف بها دولياً قرارا يقضي برفع القيود المفروضة على حقوق المرأة في السفر. تمكين المرأة في اليمن
تقول الناشطة سمر القاضي وهي إحدى قيادات حملة جوازي بلا وصاية بأن :”الحملة حققت أهدافها برفع القيود المفروضة على حقوق المرأة في السفر مشيرة إلى أن قرار الحكومة بمراجعة الإجراءات المعرقلة في حصول المرأة على جواز سفر أسعد قلوب الملايين من النساء في اليمن”.
وأضافت القاضي لـ صوت الشرق الاوسط :” الصعوبات الكبيرة في الحصول على وثيقة سفر، وإغلاق الطرقات من وإلى مدينة تعز وعدم قدرة بعض أولياء الأمور على الذهاب مع بناتهم إلى مبنى الجوازات والهجرة، وحرمان العديد من النساء من المنحة الدراسية خارج البلاد هي من دفعتها للمشاركة في الحملة”. تمكين المرأة في اليمن
وفي ظل نجاح حملة جوازي بلا وصاية وحصول على المرأة على العديد من المكاسب خلال السنوات الماضية ترى جرهوم بأن :”الحرب جعلت النساء في اليمن أكثر صلابة وقوة وهذا انعكس على الحركة النسوية بشكل عام مشيرة إلى أن الحركة النسوية في البلاد أصبحت أكثر تنظيماً“. تمكين المرأة في اليمن
تختم جرهوم :”هنالك تناغم كبير بين النساء في الداخل والخارج وذلك من شأنه المساهمة في إيصال أصوات النساء إلى كافة المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية”. تمكين المرأة في اليمن
1 Comment
موسى محمد
اذا كانت تتمع بعقل رزين ذو عقلانيه حكيمه فلايمنعها شي من اخذا مثل هذا المنصب والا الشعب اليمني متعود على السلب والنهب من قبل عقلاء ووجها وامنا المحلات