Share This Article
العراق
طالما ارتبط ذكر عاشوراء بموروث ثقافي ديني لدى كافة نساء الطائفة الشيعية في عموم العراق، حيث اعتادت النساء على الاجتماع بشكل مجاميع يوميًا منذ وقت الظهيرة الى المساء وهن يصطحبن بناتهن الصغيرات بثيابهن السوداء كتقليد تتبعه هؤلاء النسوة عن ما ورثنه من امهاتهن و جداتهن. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
و تبدأ الطقوس طيلة شهر محرم إلى نهاية شهر صفر، بمشاهد إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي في واقعة الطف في القرن السابع الميلادي.
يتم الاتفاق على عقد المجالس الحسينية النسائية ما يدعى محليًا بـ ( القراية او قراية النسوان) كل يوم في منزل إحداهن حيث تقوم بهذا النساء كتقليد متوارث لاحياء الشعائر الحسينية لدى الطائفة الشيعية او كرد للنذور حيث تطلب إحداهن نذر أو طلب قضاء حاجة كالزواج و الحمل وحين ترزق النسوة بهذا النذر تقيم المجلس الحسيني في منزلها كواجب شكر للامام لتلبية دعائها كوسيط عند الله . جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
فتقول المرأة التي تتذرع بطلب الذرية بالدعاء قائلة (طلبتك من أبو فاضل) أو تنذر اخرى بتسمية مولودها الأول باسماء الامام لصحة وسلامة المولود.
“تقول المرأة التي تتذرع بطلب الذرية قائلة (طلبتك من أبو فاضل) أو تنذر اخرى بتسمية مولودها الأول باسماء الامام لصحة وسلامة المولود”
خلال شهر محرم وصفر تمتنع النساء عن ارتداء الزينة و يرتدين الملابس السوداء حيث يُعتقد أن السواد يعبر عن الحزن والحداد على الإمام الحسين وأهل بيته. و هذه الممارسة قد تختلف من ثقافة لأخرى، وتعكس تراثاً تاريخياً يتجدد كل عام. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
طقوس القراية
حال وصول النساء إلى موقع مجلس العزاء في أحد البيوت، تجلس النساء القادمات من كافة الأحياء الشعبية وهن متشحات بالسواد على الأرض يستمعن الى القارئة أو( المُلَّاية) التي تجلس في منتصف غرفة الضيوف و هي تتلو القصائد والمراثي التي تروي تفاصيل مأساة كربلاء. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
حيث تعكفن النساء على إحياء هذه الذكرى بطقوس مختلفة تبرز عمق الانتماء والتعبير عن الحزن والألم على ما جرى للإمام الحسين وعائلته خاصة قصص النساء اللاتي أُخذن سبايا بعد واقعة (الطف) او معركة كربلاء التي قُتل فيها الحسين، ويبدأون بالبكاء والنحيب فيما تضرب أخريات بايديهن على صدورهن و وجوههن تعبيراً عن الحزن، اما لاستذكار ما جرى مع زينب الكبرى شقيقة الحسين، او تنحب بقية النسوة ممن فقدن من أزواجهن وأبناءهن وإخوانهن خاصة خلال الاقتتال الطائفي والانفجارات التي شهدها العراق منذ الغزو الامريكي. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
وتستمر (المُلَّاية) بالقراءة على شكل تراتيل حزينة لتأجيج عواطف النساء وهي تروي الظلم والمعاناة الذي واجه نساء آل البيت بعد معركة الطف. وهناك من تعطي دروسًا على النساء بفرض الحجاب والعباءة على بناتهن من الصغيرات منهن اسوة بنساء ال البيت.
اطباق عاشوراء
تُنهي المُلَّاية طقوس المجلس الحسيني او (القرايه) بالصلاة على محمد وآل محمد، وتبدا النسوة من اصحاب المنزل بتقديم وجبات خاصة للحضور حيث يتسابق الاطفال لنيل حصتهم من الحلويات فيما تحرص النساء على الحصول على حصتهن من هذه الاطباق كطعام مبارك او كما يدعونه من (سفرة ام البنين). جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
ويتم تقديم “الزردة” وهو حلوى تصنع من الأرز تُقدم في يوم استشهاد العباس شقيق الإمام الحسين بن علي، و شوربة الاش أو (الشلة) التي تتكون من سبع أنواع من البقول والحبوب تطبخ مع اللحم. وغيرها من الأطباق التي تختلف حسب الحالة المادية لصاحبة المنزل التي تقيم المجلس الحسيني.
المعتقدات المتوارثة
في هذا السياق، تظهر العديد من المعتقدات التي تحيط بالنساء خلال شهر عاشوراء. ترتبط هذه المعتقدات بالموروث الشعبي والتقاليد القديمة، وتعكس القيم والعادات الاجتماعية للمجتمعات التي تستذكر هذه المناسبة الدينية التي تمارسها النساء وتجزم بتحققها هي إشعال الشموع وطلب النذور على أمل تحقق الطلب او النذر للعام القادم والاستمرار بهذا التقليد في حال تحقق النذر. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
حسب ما تروي زهراء عبد الامير ٢٤ عامًا من محافظة كربلاء، ان بعض النساء تعتقد حال تعرضهن إلى أي حادث مفاجئ خلال طبخ الطعام المخصص توزيعه للمجالس والمواكب الحسينية يوحي ذلك بإشارة لتحقق النذر.
وعلى الجانب تقوم النساء بشد عقدة حول الراية السوداء او الخضراء التي تحملها المُلَّاية والتي تشير الى الرايات والإعلام التي كان يحملها الجنود اتباع الحٌسين خلال حادثة الطف، لإيمانها بان طلبها سيتحقق بنفس يوم ذكرى العام القادم. جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
جذور التراث الاجتماعي والديني للمرأة في العراق
اختطاف الباحثة الإسرائيلية الروسية تسوركوف من قبل كتائب حزب الله