Share This Article
العراق
في العودة إلى الشاشة المصرية وصناعة الدراما منذ حقبة الثمانينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، حيث اشتهر الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة بأعماله في مسلسل ليالي الحلمية، المؤلف من خمسة أجزاء كتبه معلم الدراما المصرية السيناريست أسامة أنور عكاشة. عرض الجزء الأول من المسلسل في العام 1987م أما الجزء الخامس فعرض في العام 1995م. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
عندما شاهدت المسلسل استطعت أن أرى كيف تناول عكاشة قضايا المرأة والتحولات التي حدثت لها بسبب التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكيف أسقط وعرض تلك التحولات من خلال الشخصيات النسائية العديدة في مسلسلة، ومن بين تلك الشخصيات هما شخصيتان سماسم العدلي التي قامت بأدائها الفنانة سهير المرشدي وشخصية حمدية التي قامت بأدائها الفنانة لوسي.
سماسم العدلي “العالمة” التي تصل إلى الحلمية بفرقتها وراقصتها حمدية من الإسكندرية لتلوذ بحبيب الماضي زينهم السماحي من المشاكل والمضايقات التي حصلت لها بسبب أحد رجال الدين في الإسكندرية. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
و العالمة: كلمة متداولة في مصر تطلق على المرأة التي تحترف الغناء والرقص.
لكن سماسم تتفاجئ عندما تعرف أن المعلم زينهم السماحي مسجون فتسكن في شقته وتذهب لتزوره في السجن وهناك يشتعل لهيب حبهما من جديد. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
تتعرف حمدية، راقصة الفرقة إلى الاسطى زكريا الذي كان يتردد على حفلات الغناء التي تقيمها الست سماسم العدلي وفرقتها بعد أن قلبت مقهى زينهم السماحي إلى صالة عوالم وطرب وهرج في الليل. بعد فترة يخرج السماحي، من السجن قبل انتهاء محكوميته بقرار عفو ملكي بمناسبة عيد ميلاد الملك فاروق. ويضع حدا لهاتين النسوة ويوقف وصلات الغناء والرقص في مقهاه و يرجعه كمقهى عادي كما السابق.
يتزوج كل من المعلم زينهم و الاسطى زكريا من سماسم و حمدية بعد أن تتوبا من الفن. سماسم العدلي أصبحت زوجة السماحي والتي بقيت محافظة على مكانتها وقوة شخصيتها وكلمتها، بقيت كما هي الست التي لا تلوى ذراعها والزوجة التي لا يستعر زوجها من ماضيها، ذات المكانة الكبيرة في قلبه طوال الجزء الاول، والتي كانت تخرج كعادتها وتتحرك كما يحلو لها. عكس رفيقتها حمدية التي تسلط عليها زوجها زكريا فقيد حركتها ووصل به الأمر إلى منعها الخروج من البيت. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
ظهر زكريا كرجل شرقي تساوره الشكوك تجاه زوجته، رجل يشعر بالعار من ماضي زوجته ويكره كل شيء يذكره به. حتى في البيت كان يراقب حركاتها، ضحكتها، تمايلها، يشعر بالغضب والحنق كلما تذكر أنها في السابق كانت تفعل هذه الحركات وهي ترقص أمام الرجال. حتى أنه لم يسمح لها بارتداء ملابس مثيرة أو ملونة أو مكشوفة أمامه. ولم يسمح لها بوضع المكياج. لا يسمح أن تغني وترقص له، لأن ذلك كان يذكره بماضيها وكيف أنها كانت متاحة لعيون الرجال. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
ويجب عليه التنويه أن سماسم و حمدية لم تكونا تعملان في تقديم الخدمات الجنسية، بل كان عملهما الغناء والرقص.
في أحد المشاهد جعلني مشهد ضرب زكريا لحمدية تذكر المقالات السمجة التي قرأتها في الجرائد عندما كنت صغيرة والتي تناولت في ذلك الوقت المشاكل الأسرية والاجتماعية والخيانات الزوجية وجرائم الشرف والتي كانوا يعزون أسبابها إلى المحمول الذي كان قد انتشر حديثا في ذلك الوقت بعد العام 2003 وكان ما يزعجهم فيه، إتاحة أستخدامه من قبل النساء دون شروط. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
جعلني مشهد ضرب زكريا لحمدية تذكر المقالات السمجة التي قرأتها في الجرائد عندما كنت صغيرة والتي تناولت في ذلك الوقت المشاكل الأسرية والاجتماعية والخيانات الزوجية وجرائم الشرف والتي كانوا يعزون أسبابها الى جهاز التلفون المحمول الذي كان قد انتشر حديثا في ذلك الوقت بعد العام 2003
وبين مقالات قليلة جدا تدافع عن حقوق النساء ومقالات كثيرة تحرض عليهن، تقوم بتحذير العوائل وتخويف الناس من جهة والنساء من جهة أخرى وشيطنة استخدامهن للهاتف المحمول وحاجتهن له، وتعالي أصوات الرجعيين الرافضين لاقتناء النساء له. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
حيث أنهم كانوا يشيرون دوما إلى أنهن سوف يستخدم من قبل النساء لإقامة علاقات عاطفية مع الرجال. وكما هو معروف فقد سهلت الاتصالات عبر الهاتف المحمول وعروض شركات الاتصالات، التواصل بين الرجال والنساء والتعارف بينهما. وكانت بداية التعارف على الأغلب تتم عن طريق تبادل المرأة والرجل رقم هاتف أحدهما أو كلاهما أو يتم عن طريق الاتصال برقم مجهول (متمنيًا الحصول على علاقة مع الجنس الآخر). التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
وكنت دائما اقرا او اسمع قصص الرجال الذين تعرفوا على زوجاتهم عن طريق التواصل عبر اتصالات الهاتف المحمول، لكن أولئك النساء أصبحت بعد الزواج محل شك من قبل الرجال إذ إنهم كانوا يعتقدون أنها ستتحدث مع رجال اخرين بنفس الطريقة. وربما يتعرضون للخيانة لذلك كانت تٌمنع بعضهن من استخدام الهاتف، و أخريات كانت تتعرض للتفتيش المستمر من قبل الزوج والذي كان أمرا مزعجا بالنسبة لبعض النساء، فإذا امتنعت إحداهن، يبدأ زوجها باتهامها، إطلاق الإشاعات عليها، و تعنيفها وحتى الانفصال عنها. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
في ذلك الوقت كان يعتقد بأن من تملك هاتف محمول مشكوك في أمرها ومن تتحدث مع رجل غريب فهي سيئة لذلك كان بعض الرجال في البداية يتواصل معها من اجل التسلية والفضول إلى أن يجد نفسه قد أحبها، فتغلب عليه مشاعره ورغبته بها فيتزوجها. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
تماما مثل الاسطى زكريا الذي تردد على المقهى ليستمع إلى الغناء ويشاهد الراقصة حمدية وهي تتمايل على صوت سماسم العدلي. كان يذهب كل ليلة للاستمتاع إلا أنه تزوج الراقصة حمدية في الآخر، لكن بعد الزواج كان يغضب منها كثيرا ويعنفها لأن ذلك كما قلت أعلاه، يذكره بماضيها الذي يراه سيئا و عارا بالرغم من توبتها له. تماما مثل الرجل الرجعي الذي يرى أن هاتف زوجته الذي في يدها والذي تستخدمه للتواصل معه ومع عائلتها ومعارفها، يذكره بماضيها الذي يعتقد أنها تحدثت من خلاله مع رجال آخرين قبله، فتدور في عقله أسئلة سقيمة على غرار ما الذي يفسر سهولة تجاوبها معه إلا لو كانت خبيرة وما الذي يمنعها من إعادة الكرة وتتواصل مع رجال آخرين. فيبدأ فصل جديد تعاني فيه الزوجة من الشكوك الكثيرة التي تتولد في نفس زوجها إلى أن تجد نفسها فاقدة لحقوقها الانسانية. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
وهذا ما يحدث تماما في حياة ومشاكل جزء كبير من الزوجات مثلا في العام 2007 \ 2008\ 2009 إلى وقت وصول الإنترنت إلى الهواتف. ومن يدري فلربما ما زال نوع الرجل الشرقي الذي تحدثت عنه موجود بشكوكه بكثرة الى الان، ولكن لظروف وأسباب أخرى. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
الراقصة المصرية في الاربعينيات ظنت أنها وجدت الرجل الشهم الذي سيسعدها وينقذها من مهنتها الوضيعة كما اعتقدت، لكن زواجها لم يصل الى توقعاتها، حيث انها تيقنت أنها خائبة كما قالت ومهنتها كانت ارحم بالنسبة لها. أما سماسم العدلي، فقد كانت راضية مرضية وسعيدة لأن زوجها كان ودود معها لذلك لم تفهم معاناة وحسرات حمدية.
الراقصة المصرية في الأربعينيات ظنت أنها وجدت الرجل الشهم الذي يسعدها وينقذها من مهنتها الوضيعة كما اعتقدت، لكن زواجها لم يصل الى توقعاتها، حيث انها تيقنت أنها خائبة كما قالت ومهنتها كانت ارحم بالنسبة لها. أما سماسم العدلي، فقد كانت سعيدة لأن زوجها كان ودود معها لذلك لم تفهم معاناة وحسرات حمدية في البداية. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية
للعودة الى المرأة العراقية في العام 2008 ظنت أنها وجدت الحب وفازت عندما عثرت على زوج في الوضع الذي فيه يصعب عليها العثور على رجل مناسب بسبب قلة أو انعدام الخيارات و فرحتها الكبيرة لأنها ستتخلص من ظل العنوسة التي يطاردها ليلتهمها لكنها تفاجأت بأن زواجها أصبح تعيسا بسبب ذات العقلية التي يمتلكها من هم مثل الاسطى زكريا فخابت أحلامها و تهاوت. التحول الاجتماعي للمرأة في دراما ليالي الحلمية