Share This Article
كيف يمكن للفن ان يغطي بشاعة الحروب والفقدان فيعمل الفنان وكأنه يصبغ بقايا الرصاص والقنابل بالألوان او يغطي حطام البنايات المتناثرة بالزهور هذا ما تفعله وحدهن النساء فهن الحلقة الأكثر تأثرًا في سلسلة الحروب منذ اختلاف العصور. فتشيع في الحروب حوادث القتل والاغتصاب والاستعباد الجنسي للانتقام من الطرف الاخر كوصمة عار تلاحقهم طيلة حياتهن. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
فلذلك تشجع مؤسسات الدعم النفسي على بذل الجهود لمساعدة الناجين من الحروب على التعافي من خلال توفير البيئة الامنة للحديث والتعبير عما يعانوه سواء بالكلام او الفن بمختلف اشكاله.
على سبيل المثال ساعدت دورات التأهيل للناجيات الإيزيديات من تنظيم داعش في العراق، على الاندماج فانخرطت عدد منهن في عدة حرف كالخياطة والتطريز والرسم كنوع من أنواع العلاج بالفن واستخدامه كذلك من اجل التمكين الاقتصادي لهن فتمكنت عدد من الناجيات من الحصول على فرص عمل عن طريق التعبير عما يعانونه بالفن وخلق روح المشاركة بينهن ما بعد الصدمات والام النزوح حيث تركت الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، معظم النساء بفقدان معظم او جميع افراد عائلاتهن وابنائهن. ومازالت يعانين من اثار صدمات الحرب والنزوح. مع معاناة الصحة النفسية واضطرابات ما بعد الصدمة. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
تعرّضت مدينة سنجار في غرب محافظة نينوى شمال العراق على جبل سنجار لواحد من أسوأ الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش، عام 2014، بعد احتلاله المدينة وإقدامه على قتل المئات من السكان وخطف الآلاف من النساء. وبحسب تصريحات سابقة لمسؤول ملف متابعة المختطفين الأيزيديين، في إقليم كردستان العراق، حسين قائدي، فإنّ “العدد الكلي للمختطفين على أيدي تنظيم داعش، هو 6400، وكلهم من الأيزيديين عدا 15 شخصاً هم من المسيحيين. تمّ تحرير 3532 شخصاً وهم 339 رجلاً و1199 من النساء والأطفال“. و يبلغ العدد الكلي للمفقودين أكثر من 1900 شخص. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
معرض الأشياء العادية
كذلك الحال مع السيدة رنا مؤسسة معرض الاشياء العادية في متحف أكسفورد في بريطانيا.
بعد أن نشأت رنا خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، أُجبرت لاحقا على الفرار من العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. لتستقر في المملكة المتحدة، لتبدأ عملها كأمينة مكتبة أكسفورد منذ عام 2017 إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
ناقشت رنا بعض الطرق المختلفة التي تعتمد بها النساء، بما في ذلك هي نفسها، على الفن للمساعدة في التعافي بعد الصراع حيث تقول “عندما نتحدث عن الحرب، إنه أمر محزن للغاية. هناك الكثير من الصدمات والذكريات السيئة. أحاول استخدام الفن لأن هذه هي الطريقة التي يمكننا بها التعبير عن أنفسنا بطريقة آمنة بعيدا عن مرارة الفقدان التي تسببها الحروب”. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
بدأت رنا، بفكرة طرحتها منذ البداية عبر الانترنت منذ عام 2018 كمحاولة لجمع النساء من المهاجرات العراقيات في المملكة المتحدة بإنشاء حلقات تواصل كمحاولة لخلق بيئة عراقية مصغرة تتشارك بها النساء ذكراهن حول بلادهم واحبائهم. تبدأ هذه الحلقات بحكايات لذكريات عاصرتها تلك النساء اثناء الحرب وكيف كانت النساء تعمل على اعالة عوائلهن خلال فترة غياب الرجال في الحرب الإيرانية العراقية وحرب عام 2003 على العراق. فلكل منهن حكاية مختلفة عن الية تكيفهم مع غياب الموارد الاقتصادية واعادة تدوير ما هو متاح من الأغذية
كاستخدام الطحين والتمر لصنع الحلويات ومختلف الأغذية او حتى تدوير الأقمشة لصنع الملابس من أكياس الأغذية وغيرها وبعضهن عمدت الى الاستغناء عن الغاز بالحطب من خلال استخدام التنور الطيني. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
تحاول رنا، صنع ذاكرة صورية للجيل الجديد من عائلات المهاجرين الذين نشأوا خارج العراق.
”كل امرأة تشارك في هذا المعرض يمكنها التعبير عن مشاعرها تجاه الحرب بالطريقة التي تود“. حيث تقول رنا ”هنالك بعض الأمور الجميلة التي بقيت عالقة في ذاكرة هؤلاء النساء عن العراق لا الحرب فقط فيمكنها ارفاق هذه المشاعر بصورة تعبيرية والتحدث عنها بحرية“. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
يضم المعرض مقتنيات وصور فوتوغرافية عن الحرب لكن بصورة أكثر جمالاً من مسميات الحرب. كما يحوي الجزء الأساسي “جدار الذكريات” الذي يتألف من قطع يدوية الصنع تعرض ذكريات النساء العراقيات المبهجة والمؤلمة عن حياتهن السابقة في العراق حيث تمثل وجهة نظر المرأة عن وطنها ورحلتها.
من خلال الاستعارة والصور يبرز الجدار أيضًا يقدم الجدار ايضًا دليلاً على الأعمال الوحشية التي ارتكبت خلال الحروب. وتظهر صورة لمتحف بغدادي في الموصل مع مسمارين على الجانب للدلالة على فترة تنظيم داعش. في إشارة الى تدمير التنظيم الإرهابي للتراث الثقافي في العراق، إضافة الى المواقع الثقافية التي تعرضت للتدمير واعمال العنف اثناء الحرب ضد داعش في مدينة الموصل. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
تؤكد رنا “لا نريد إعادة مأساة ذكرى الحرب من خلال هذا المعرض انما للتذكير للتعافي من الحروب، في البداية كانت النساء تخشى التحدث عن ذكرياتهن اثناء الحرب لكيلا تٌعاد لهن صدمات الحرب الا انهن بدأن يتشجعن بعد ان تحدثت معهن عن ذكرياتي خلال الحرب السعيدة والمؤلمة منها و بدأت تتقدم واحدة تلو الأخرى للمشاركة في المعرض“.
وقد أطلق المعرض على موقع تويتر وسم كافي حروب. في دعوة الى إيقاف الصراعات والحروب.
في جانب المعرض تتوسط جدارية لخارطة العراق تحوي على أشهر الاطباق الشعبية لكل محافظة عراقية فيمكنك معرفة اسم المحافظة مجرد رؤيتك للطبق او الحرفة وحتى صور الأماكن المرسومة على الخارطة. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
علاج صدمات الحرب بالفن
تحدثت رنا، عن شقيقتها التي ما زالت في العراق وارغمت على النزوح مع عائلتها الى مدينة أخرى اثناء سيطرة داعش على الموصل، حيث تقوم شقيقتها بمحاولات العلاج النفسي من خلال الرسم للتخلص من صدمة الحرب والنزوح وهذا ما الهم رنا على العمل لدعم شقيقتها على الرغم من ان كلتاهما تعيشان في بلدان مختلفة. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
لم تغب صورة النساء الايرانيات عن معرض ذكريات الحرب فقد عمدت النساء العراقيات كنوع من الدعم والمساندة الى ارفاق صور الفتيات التي تم قتلهن على يد السلطات الإيرانية اثناء ثورتهن على السلطات الدينية في إيران. إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
إعادة تدوير ذكريات الحرب بالفن
“الخروج من جنة عدن” عرب الأهوار وصراع الدولة الحديثة