احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

العراق

نشر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في يوم الخميس المصادف 29/6/2023 على حسابه الشخصي في منصة تويتر تغريدة يستنكر بها حرق القران الذي قام به مواطن عراقي يعيش في السويد يدعى سلوان موميكا 37 عاما، بإضرام النار في عدة صفحات من القرآن أمام أكبر مسجد في العاصمة ستوكهولم في اول ايام عيد الاضحى. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

حيث طالب مقتدى الصدر في تغريدته أن يتم طرد السفير السويدي من العراق والذي وصفه الصدر “يمثل دولته المعادية للإسلام والمقدسات والداعمة للفاحشة” كما طالب بقطع العلاقات الدولية بين العراق والسويد. و دعى الصدر القضاء العراقي بالتدخل لإرجاع هذا الشخص والذي وصفه بال”زنيم” الى العراق ومن ثم محاكمته وفقاً للقانون العراقي. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

وفي رسالة لأتباعه في نفس التغريدة، دعا الصدر الى تظاهرات حاشدة أمام السفارة السويدية في العراق، والتي سرعان ما استجاب لها انصار مقتدى الصدر، فخرج مجموعة من الأشخاص  يوم الخميس أمام السفارة السويدية ببغداد، الا ان  هذه التظاهرات سرعان ما تطورت ووصلت الى اقتحام بناية السفارة، وهروب موظفي السفارة على اثرها.  وتم رفع أعلام مليشيا سرايا السلام التابعة لـمقتدى الصدر، وكتابة عبارات على جدران السفارة مثل “كلا كلا للمثلية“، وترديد هتافات كان مضمونها “كلا كلا للمجتمع الميمي” كما يصفهم الصدر.

ولكن الغريب هنا كيف حول الصدر هذا الحدث كوقود لحملة جديدة من الكراهية ضد المثليين؟

فلا يترك مقتدى الصدر المعروف بتاريخه الطويل و اتباعه بملاحقتهم ومعاداتهم لمجتمع الميم- عين في العراق، اي فرصة لمهاجمة مجتمع الميم-عين ويحاول إلقاء اللوم على المثليين بكل ما يحدث من كوارث حتى لو كانت طبيعية كما حدث سابقا خلال فترة كورونا وفيروس جدري القردة. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

ليشن بذلك حملاته التي يهدف بها على الاغلب الى زيادة رصيده الجماهيري والسياسي والحصول على تأييد شعبي، بكونه الشخصية الوحيدة التي تقف أمام “الأفكار الغربية” التي تحاول تدمير الإسلام.

 حيث طالب في تغريدته ما يلي ” فإن إحراق علم المجتمع الميمي هو أكثر ما يغيظهم، الا فخذوه واحرقوه من كل حدب وصوب وليستمر ذلك بكثافة إلى الثامن من محرم الحرام”. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

حرق علم المثليين سرد مؤلم لاضطهاد التحيز ضد مجتمع الميم-عين في العراق

 يظهر مقتدى الصدر هنا كحامي للقرآن ومدافع عن الإسلام، إلا أنه في نفس الوقت يهاجم أفراد مجتمع الميم-عين، في البلاد بالرغم  من عدم وجود أي علاقة  بحادثة حرق القران في السويد، والتي قام بها شخص مغاير لا ينتمي لمجتمع الميم-عين ومعاداة المثليين.

تمثل هذه الحادثة مثالا بسيطة عن كيفية قيام الشخصيات الدينية والسياسية باقحام أفراد مجتمع الميم-عين وتعريض حياتهم للخطر وزجهم في سلسلة من الرعب والملاحقات  المستمرة حتى وان التزم أفراد مجتمع الميم-عين الصمت ولم يقوموا بأي حراك يُذكر. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

ولا تعتبر مليشيات الصدر كغيرها من المليشيات العراقية بالنسبة لأفراد مجتمع الميم عين في العراق، حيث ترتبط مليشيات الصدر ارتباط وثيقا بحملات الابادة والتصفية المحفورة في ذاكرة هؤلاء الأفراد  فكانت مليشيات الصدر هي المسؤول الاول عن كافة عمليات القتل والاختطاف والاغتصاب التي كانت تحدث لأفراد مجتمع الميم-عين في العراق.

يقول هايدن ٢٥ عامِا وهو شاب مثلي الجنس من محافظة النجف جنوب غرب العاصمة بغداد “كشخص مثلي يزداد خوفي مع كل خطاب كراهية أو تهديد يوجهه مقتدى الصدر لمجتمع الميم-عين، خاصة لأنني اعيش في محافظة النجف والتي تعتبر احد اكبر مدن الصدر في العراق، كما ان الأحياء التي تسيطر عليها مليشيات الصدر قريبة على المكان الذي اسكن فيه، فمع كل حملة يقوم بها مقتدى الصدر، تعود ذكريات التصفيات التي كانت تقوم بها مليشيات الصدر في تظاهرات تشرين،  عندما انتشروا في جميع شوارع المحافظة، او ايام الابادة التي قاموا بها تجاه مجتمع الميم-عين منذ عام ٢٠٠٧، وخوفي من تكرار نفس الأمر“. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

رافق تغريدة الصدر حملات كراهية الكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كان هدفها تهديد وترهيب مجتمع الميم-عين في العراق،، ولم تكن هذه الحملة الالكترونية خاصة باتباع الصدر فحسب، بل اشترك معهم العديد من افراد المجتمع من  مختلف مدن العراق، توحدوا جميعاً على كراهية مجتمع الميم-عين.

 قالت اليكس ٢١ عامًا وهي ثنائية الجندر من النجف ” من المخيف جداً عندما نرى أن جميع من حولنا يريد التخلص منا، وفي كل مشكلة تحدث على هذا الكوكب يتم إلقاء الغضب علينا أو على الاقليات الاخرى، وحتى عائلاتنا نراها تشارك في هذه الحملات“. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

لم ينتهي الامر الى هذا الحد بل بدأ اتباع مقتدى الصدر بحملة اجتاحت اغلب مناطق العراق، حملة هدفت للتجمع في كل مدينة من محافظات العراق بعد صلاة الجمعة الماضية قاموا على إثرها بإحراق علم مجتمع الميم-عين، وتجديد خطابات الكراهية ضدهم، كما قام مجموعة منهم بوضع “بلوكة” على علم مجتمع المثليين، كرسالة تهديد وتذكير لأفراد مجتمع الميم-عين بـ البلوكة (قطعة كونكريت صلبة) والتي كانت تستخدمها مليشيات الصدر لقتل أفراد مجتمع الميم-عين في العراق في السنوات السابقة. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

لم تكن هذه أول تغريدة لـمقتدى الصدر يهاجم بها مجتمع الميم-عين خلال هذا الشهر، فمنذ بداية الشهر السادس (شهر الفخر)، وهو الشهر الذي يحتفل به أفراد مجتمع الميم-عين حول العالم، هاجم الصدر المثليين و طالب بحملات لمناهضتهم والوقوف ضدهم. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

يشعر مو (٢٣ عاماً) مثلي الجنس طالب جامعة من بغداد ” من المحزن أن نرى كيف يتم استخدامنا للتصفيات السياسية ولا يجب خلط الأوراق في هذه المسائل، خلال شهر الفخر تعرض مجتمع الميم لحملات كراهية من مختلف فئات المجتمع، وأبرزها كان لـ مقتدى الصدر حين دعا  العالم في بداية شهر يونيو\حزيران، إلى مناهضة المثلية حول العالم، ففي مثل الشهر يشعر المثليين حول العالم بالفخر والحرية والحياة، إلا في المجتمعات العربية، وخصوصا في العراق، حيث نعيش خلال هذا الشهر في حالة خوف من اظهار فخرنا ومن جرائم الكراهية التي تنشط في هذا الشهر، واستطيع القول ان شهر الفخر لهذا العام في العراق كان شهر خوف”. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

أثار حرق القرآن الغضب في وسائل التواصل الاجتماعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه و طالبت هيئة علماء المسلمين في العراق المراجع الدينية المسيحية ب “إدانة علنية لحرق القرآن أو اعتبارهم متواطئين في هذا الفعل إن لم يفعلوا ذلك والتزموا الصمت“. الامر الذي اعتبره ناشطين عراقيين بالابتزاز من قبل الهيئة للمواطنين المسيحين في العراق. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب

و ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،  و قال : “في النهاية سنعلم الغربيين المتغطرسين أن إهانة المسلمين ليست حرية تفكير”. “سنظهر رد فعلنا بأقوى العبارات الممكنة، حتى يتحقق نصر حاسم على المنظمات الإرهابية وكراهية الإسلام”.

كما أدانت الولايات المتحدة الحرق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن واشنطن تعتقد أن المظاهرة خلقت “بيئة من الخوف” من شأنها أن تؤثر على قدرة المسلمين وأفراد الأقليات الدينية الأخرى على ممارسة حريتهم الدينية. احرقوا علم المجتمع الميمي من كل حدب وصوب