Share This Article
العراق
ما هي قصة شهر الفخر؟
في الشهر السادس من كل عام يخرج أفراد مجتمع الميم عين بمسيرات كرنفالية عملاقة حول العالم، ويعود تحديد تاريخ الشهر السادس الى احداث شغب ستونوول، وهو تمرد أو انتفاضة على شكل مجموعة من المظاهرات التي قام بها أفراد مجتمع الميم-عين ضد الشرطة في مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية، حيث بدأت في ساعات الصباح الأولى من الثامن والعشرين من يونيو 1969 واستمرت بعدها عدة أيام. وتعد هذه المظاهرات أهم الأحداث في تاريخ مجتمع الميم-عين حول العالم في التاريخ الحديث، لكونها احد الاسباب الرئيسية في الحقوق التي حصل عليها أفراد مجتمع الميم-عين بعد هذه الاحتجاجات. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
يعود تاريخ شهر الفخر الى تلك الاحتجاجات الثورية الرافضة للنظام الابوي الكاره للمثليين، فأول مسيرة فخر هي مظاهرة ترفض السلطوية السياسية والمجتمعية المفروضة على الجنسانية الغير معيارية، وترفض كل الثنائيات الجنسية والقوالب الجندرية التي يعرفها المجتمع على كونها “الطبيعية” وكل ما يخالفها يوصم بالمرض والخروج عن الطبيعة والشذوذ. فكيف من الممكن ان يتحول تاريخ بهذه الثورية الى مجرد كرنفال للرقص والاحتفال؟.
كرنفال الفخر العالمي
تحول شهر الفخر في السنوات الاخيرة من مظاهرة احتجاجية للمطالبة بالحقوق المسلوبة الى كرنفال عالمي للرقص والموسيقى، يخلو من أي رسالة في العديد من الأحيان، فهل لهذا الاحتفال اي اهمية لأفراد مجتمع الميم-عين ممن يزالون يعيشون في أكثر من 70 دولة حول العالم لا تزال تجرم العلاقات مع نفس الجنس و الهويّات الجندرية الغير معيارية.هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
بينما لا يحصل أفراد مجتمع الميم-عين الذي يعيشون في تلك البلدان التي لا تزال تجرم المثلية على اي شيء ايجابي خلال شهر الفخر نتيجة لهذه الاحتفالات، بل بالعكس فهذه الفعاليات لها آثار سلبية عديدة عليهم، مثل زيادة خطابات الكراهية أو سن قوانين كارهة للمثليين من قبل السلطات والتي قد تصل حتى الى حملات التصفية التي تقوم بها بعض المليشيات الدينية. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
قال هايدن ٢٢ عامًا وهو شاب مثلي الجنس من مدينة النجف وسط العراق: ” في كل مرة عندما ارى مسيرات الفخر على شبكات الانترنيت التي تحدث في أنحاء العالم أشعر بالفخر الشديد و اود لو اتمكن من المشاركة معهم فقط لكي اشعر بوجودي وانتمائي لهذا المجتمع، ولكن في الواقع انا اعيش في العراق، تلك البلاد التي تجرم المثلية الجنسية بدأً من العائلة والمجتمع انتهاءًا بالسلطات السياسية والدينية، الكل يتفق على قتلك وإقصائك لكونك مختلف“.
يتابع هايدن حديثه: ” الا ان الواقع مختلف فشهر الفخر هنا مليئ بالكراهية والتحريض والسخرية خصوصًا من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يستخدم الكراهية ضدنا في كل عام ومناسبة كوسيلة لزيادة شعبيته مقابل زيادة الخطر علينا“.
تعرض هايدن للتميز والمضايقات بسبب هويته الجنسية ولا يرى لمسيرات الفخر اي اثر ايجابي على حياته و واقع الآخرين من مجتمع الميم-عين في العراق. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
على الرغم من أهمية هذا الشهر في تسليط الضوء على قضايا مجتمع الميم-عين حول العالم وتعزيز الظهور والوجود إلا أنه في الشهر السادس من كل عام في العراق احدى البلدان التي يعاني فيها أفراد مجتمع الميم-عين في شهر الفخر، حيث تؤدي زيادة في وسائل الإعلام والدعاية من قبل المنصات والشركات الرأسمالية، الى زيادة حملات الكراهية ضد أفراد مجتمع الميم-عين في البلاد، وتتصاعد الأصوات المطالبة بقتلهم أو مناهضتهم، ويرى المدافعين\ات عن مجتمع الميم-عين في العراق ان معظم هذه الحملات تنشط لأهداف سياسية أو لزيادة الشعبية على حساب أمن وحياة أفراد هذا المجتمع. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
فكما يعبر أفراد مجتمع الميم- عين في العراق عن مخاوفهم هل ينتظرون الشهر لتعزيز الظهور أم يخافون منه بسبب زيادة خطاب الكراهية خلاله؟
تُجيب ليلى ٢٧ عام من مدينة الناصرية جنوب العراق، والتي تعرف عن نفسها على أنها مزدوجة التوجه الجنسي:“هناك ثنائية مضادة علينا، فنرى أن نشاطات المثليين\ات في اوربا والعالم تؤثر وبشكل عكسي على المثليين\ات في العالم العربي والعراقي خاصة فتنتج هنا جملة من المواقف الغاضبة، الكارهة وأحيانا تُفعل بحملات اعتقال وتهديد قد تصل للقتل”. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
تستغل العديد من الشخصيات السياسية والدينية شهر الفخر للحصول على التأييد الجماهيري، فـ مقتدى الصدر مثلًا المشهور بخطاباته المناهضة للمثليين كان واضح في العديد من تغريداته طيلة السنوات السابقة، يرى في شهر الفخر فرصة ذهبية للحصول على مؤيدين جدد، فيبدأ في هذا الشهر حملات مكثفة للكراهية ومناهضة لمجتمع الميم عين، خاصة وان له تاريخ طويل هو وميليشياته بملاحقة وقتل المثليين في العراق حيث كانت ميليشيا جيش المهدي او سرايا السلام بتعريفها الحالي مسؤولة عن قتل المئات من أفراد مجتمع الميم-عين في العراق لذلك يراه غالبية المجتمع العراقي من المعادين للمثلية الجنسية كشخص قادر على تخليصهم من وباء مجتمع الميم-عين كما يدعونه.
نشاطات المثليين\ات في اوربا والعالم تؤثر وبشكل عكسي على المثليين\ات في العالم العربي والعراقي خاصة
أحمد سلام ١٨ شاب مثلي الجنس من مدينة البصرة جنوب العراق قال: “كشخص مثلي الجنس ومن عائلة تنتمي إلى مليشيا الصدر المسلحة المعروفة بقتلها للمثليين فإن كل يوم يمر علي هو بمثابة الجحيم، فلا تمر مدة إلا وأصدر مقتدى الصدر خطاباته وتوجيهاته لأتباعه وعامة الناس، بالتحريض والتهديد للمثليين في البلاد، ناهيك مع اقتراب شهر الفخر و الاحتفالات والمسيرات الداعمة في الغرب حتى يبدأ مقتدى بتغريداته وخطاباته السامة التي تسببت طيلة السنوات السابقة بقتل اختفاء العشرات من أفراد مجتمع الميم-عين. و أن ما يحدث في شهر الفخر هو عبارة عن وضع بنزين على النار فهي لا تقدم أي مساعدة في الشرق الاوسط غير تسليط الضوء على المثلية بصورة ضارة”. هل يحتفل افراد مجتمع الميم عين في العراق؟
” أن ما يحدث في شهر الفخر هو عبارة عن وضع بنزين على النار، فهي لا تقدم أي مساعدة في الشرق الاوسط غير تسليط الضوء على المثلية بصورة ضارة”.